قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن":"إن الولايات المتحدة لم تر بعد أي مؤشر على أن إيران ستفعل ما ينبغي لها فعله من أجل التقيد بالالتزامات النووية في سبيل رفع العقوبات المفروضة عليها.. اعتقد أن إيران تعرف ما ينبغي لها فعله كي تعاود الامتثال (للالتزامات) النووية، ولم نر حتى الآن ما إذا كانت إيران مستعدة وراغبة في اتخاذ قرار بفعل ما يتعين عليها فعله. هذا هو الاختبار ولم نر الإجابة بعد".
ما قاله بلينكن يعكس مدى الصلف والغرور والعنجهية والتكبر الذي يتسم به منطق الطغاة والمستكبرين والمستبدين على مدى التاريخ، فالعالم كان شاهدا على ان امريكا هي التي انسحبت من الاتفاق النووي، في عهد الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، وهو انسحاب لم يحدث منذ قرن حتى يعول بلينكن على ضعف ذاكرة الشعوب، بل هو انسحاب حدث في عام 2018، وكان ترامب قد هدد بالانسحاب منه خلال حملته الانتخابية، واصفا الاتفااق بانه الاسوء، منتقدا ادارة الرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما، التي كان يشغل فيها الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن منصب نائب الرئيس، لتوقيعها الاتفاق.
العالم كله كان شاهدا على محاولات رؤساء الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي، لاقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق ، الذي التزمت به ايران، وفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو التزام ظلت ايران متعهدة به، حتى بعد انسحاب امريكا منه وفرضها عقوبات غير مسبوقة عليها، وفقا لتقارير الوكالة الدولية . واستمر هذا الالتزام من جانب واحد لمدة عام كامل، على أمل ان تعوض الاطراف الاخرى في الاتفاق ايران، لكن الذي حدث ان الاطرف الاخرى لم تلتزم بما عليها في الاتفاق خوفا من ان تطالها العقوبات الامريكية، فبقيت ايران وحيدة في الاتفاق.
رغم انسحاب امريكا من الاتفاق، وتنصل اوروبا من التزاماتها، قررت ايران منح هذه الاطراف فرصة اخرى، وبعد عام من الالتزام من جانب واحد ، قررت ايران ان تقلص التزاماتها تدريجيا من اجل دفع الاطراف الاخرى للعودة الى الاتفاق، وفقا لما جاء في القانون الذي صادق عليه البرلمان الإيراني والمعروف بـ"قانون الإجراءات الإستراتيجية، لإلغاء الحظر على ايران"، والقائم على مبدأ الالتزام مقابل الالتزام، والانتهاء كليا من مرحلة الالتزام الاحادي الجانب، وهو الجانب الايراني.
كان من المنتظر ان تعود ادارة بايدن الى الاتفاق النووي، نظرا لمواقف الاخير المنتقدة لانسحاب ترامب من الاتفاق، خلال حملته الانتخابية، لاسيما وان بايدن كان عضوا في الادارة التي توصلت الى الاتفاق، ولكن الذي حدث كان على العكس تماما، حيث مازال بايدن يماطل في العودة الى الاتفاق، ويبدو من تصريحاته وتصريحات اعضاء ادارته، انهم باتوا يعولون على عقوبات ترامب، من جل الحصول على تنازلات من ايران، وهو ما دفع طهران، الى الرد على هذه الانتهازية الوقحة، برفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى 60 بالمائة، ووقف عمليات تفتيش المنشآت النووية الايرانية، وعدم وضع تسجيلات الكاميرات في هذه المنشآت في تصرف المفتشين الا بعد رفع الحظر الامريكي الجائر وغير القانوني عن ايران.
اليوم يأتي وزير خارجية بايدن، ليتحدث بصلف الطغاة، ويطلب من ايران لـ"فعل ما ينبغي لها فعله من أجل التقيد بالالتزامات النووية في سبيل رفع العقوبات المفروضة عليها"، وان "ايران تعرف ما ينبغي لها فعله كي تعاود الامتثال (للالتزامات) النووية".وانه ، اي بلينكن، "لم ير اي مؤشر على ان ايران فعلت ذلك"!!.
من المؤكد ان بلينكن لم ولن ير بعد اليوم اي مؤشرات على التزام ايران بتعهداتها في الاتفاق النووي، ما لم تلتزم امريكا بتعهداتها في الاتفاق، فأمريكا "تعرف ما ينبغي لها فعله كي تعاود الامتثال (للالتزامات) النووية"، وان ايران "لم تر حتى الآن ما إذا كانت امريكا مستعدة وراغبة في اتخاذ قرار بفعل ما يتعين عليها فعله. هذا هو الاختبار ولم نر الإجابة بعد".
LINK: https://www.ansarpress.com/english/22502
TAGS: