نشر معهد "الشرق الأوسط" الذي يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقراً له، دراسةً تحدث من خلالها عن سياسة الإدارة الأمريكية المحتملة تجاه الرئيس السوري "بشار الأسد" في عهد الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن".
وبحسب "شام تايمز" فقد استهل المعهد دراسته بالتساؤل فيما إذا كان "بايدن" سيسير على خطى الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترمب" بالتعامل مع الملف السوري أم أنه سيتبع نهجاً جديداً مغايراً حيال ذلك.
وأشار المعهد إلى أن إدارة "بايدن" ستستغرق بضعة شهور لتصل إلى الاستقرار، خاصة بما يتعلق في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، لا سيما في سوريا.
وحول ما ينتظر العلاقة مع سوريا، رجّح المعهد أن يركز الأخير على تنشيط كبير للدبلوماسية الأمريكية بشأن الملف السوري وبدرجة أكبر وفارق ملحوظ على تعامل إدارة "ترمب" مع هذا الملف.
وتوقعت الدراسة أن تكثف إدارة "بايدن" جهودها من أجل الدفع بعملية التسوية السياسية في سوريا، بما يضمن انسحاباً مسؤولاً للقوات الأمريكية من الأراضي السورية في نهاية المطاف.
وبحسب المعهد، فإن سياسة واشنطن في المرحلة المقبلة حيال الملف السوري ستبقى على حالها إلى درجة كبيرة، لكن الاختلاف الأكبر بين سياسة "ترامب" و"بايدن" هي أن الأخير عازم على تنفيذ سياسة متوازنة ومحددة لا تقلبات فيها، وذلك على عكس تعامل "ترامب" مع الوضع في سوريا.
ولفت إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا ستواصل بقائها هناك، وستستمر بتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضد "تنظيم داعش" الذي عاد للظهور في تلك المنطقة ببطء.
وتحدث المعهد عن إمكانية أن تقود إدارة "بايدن" حواراً دبلوماسياً غير معلن مع الحلفاء بشأن الملف السوري، ملمحاً أيضاً إلى وجود فرصة لفتح قنوات حوار مع روسيا بشأن الأوضاع في سوريا.
ونوهت الدراسة إلى أن كبار المسؤولين عن حملة "بايدن" الانتخابية قد شددوا على أنهم مصممين على الاحتفاظ بتواجد عسكري أمريكي شمال شرق سوريا، ومن ثم إعطاء الأولوية للتحركات الدبلوماسية من أجل التمهيد لعملية تفاوضية دولية كبرى بشأن الملف السوري.
وأضافت الدراسة أنه من المتوقع أن تبدأ العملية التفاوضية الكبرى عبر حوار ثنائي بين روسيا وأمريكا، مرجحة أن يبنى ذلك الحوار على مباحثات سابقة غير معلنة جرت بين السفير "جيفري" ونائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي فيرشينين".
ونوهت أن هذا العملية التفاوضية بين واشنطن وموسكو ربما تستغرق وقتاً، وذلك نظراً لوجود شكوك لدى إدارة "بايدن" حول الدور الذي تلعبه روسيا بخصوص الملف السوري.
واختتم المعهد دراسته بالحديث عن أن الارتقاء من مستوى الحوار الثنائي بين روسيا وأمريكا إلى عملية تفاوضية دولية كبرى متعددة الأطراف سيتطلب عملاً وجهوداً مكثفة مع حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
LINK: https://www.ansarpress.com/english/21071
TAGS: