تُعتبر المخططات التي يعلن عنها الأمريكيون والصهاينة من حين لآخر تفتقر لأي ناحية عملية. اما أن أنظمة المعلومات الخاصة بها معيبة ولا يمكن الوصول إليها لتوفير صورة كاملة للمنطقة، أو لديها وظائف داخلية هدفها تصدُّر المنافسة الداخلية في أمريكا واسرائيل. ليس فقط ان هذه المخططات ليس لها ناحية عملية فقط، وانما كل من هذه السيناريوهات قد أوجدت فجوة أعمق بينهم وبين سكان المنطقة، ما جعلها أسوأ وأكثر صعوبة لتطبيقها في منطقتنا.
اولا: توترت اليوم الأطراف الفلسطينية الأكثر ثباتًا تجاه المشروع الصهيوني الأمريكي ضد هذا المشروع الذي لا أساس له، وما أدّى لابتعادها أكثر عن الصهاينة، الأطراف التي كانت منسجمة مع الصهاينة يوما ما، اتخذت اليوم موقفًا أكثر جدية ضد الصهاينة. متفقة على ان هذه المخططات تسرع في عملية انهيار إسرائيل، وهذه المخططات التي يقترحونها ستكثّف من زوال وتدمير الكيان المغتصب وسيكون لها دور في وعي الناس. وان أي شخص كان لديه مسبقا أمل واهٍ تجاه أمريكا، وكان محايداً في القضية الفلسطينية، سيتحدد موقفه لاحقا؛ لذلك سببت "صفقة القرن" الوحدة بين سكان المنطقة. فقد أخذت منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، المتحالفة مع الأمريكيين في هذه القضية، بإبعاد صفوفها عنهم، وهي خسارة ثقيلة على الكيان الإجرامي الأمريكي. هذا المشروع هو هزيمة كبيرة لأمريكا والكيان الصهيوني.
ثانياً: إن حضور سفراء بعض الدول العربية في المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب لإعلان صفقة القرن هو بحدّ ذاته "انتصار كبير" لشعوب المنطقة وجبهة المقاومة.
لقد أدركت الأمة الإسلامية من هم المنافقون خلال هذا الحضور، هؤلاء الحكام الفاسدون والرجعيون في المنطقة كانوا منذ سنوات يرفعون شعارات الدفاع عن القدس وفلسطين واستطاعوا من خلال هذه الشعارات الزائفة مواصلة حكمهم الظالم. واليوم وبعد ان اصبحت يد الاسرائيليين خالية، اضطروا الإعلان عن علاقاتهم مع السلطات الفاسدة في بعض دول المنطقة، وهذا بحد ذاته نصر للإسلام..
ثالثا: إن شعوب جميع الدول الإسلامية تعارض هذا الأمر دون استثناء، ربما قد يكون هنالك نفرٌ قليلٌ من الناس الذين باعوا ضميرهم من الدول العربية الذين يرغبون في دعم هذا المخطط، لكن معظم الدول الإسلامية وحتى شعوب تلك الدول التي حضر سفراؤها قمة الرئيس الأمريكي، يعارضون صفقة القرن المشؤومة. وهذه دلائل على هزيمة النظام الأمريكي الذي سيؤدي دون شك إلى سقوطه.
رابعا: في مثل هذه الظروف، ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن قوات فيلق القدس التابعة لجمهورية إيران الإسلامية في المنطقة لديها رؤية واضحة. وان قدرات جبهة المقاومة أكبر بكثير من أن تضعف او تُهان من خلال اغتيال قادتها وكبار قادة القوات المسلحة. بالتأكيد ستستمر الشعوب الاسلامية بنضالها بشكل أقوى مما كانوا عليه في الماضي، من خلال الحافز الذي يستلهموه من دم الشهيد الحاج قاسم سليمانيوالشهيد أبو مهدي المهندس، وسيستمرون في مقاومتهم بالروح الجهادية والاستشهادية التي ترسخت في الشعب العراقي واللبناني والايراني والفلسطيني، وكل هذا سينتهي بضرر أمريكا وستكون هنالك بصمة لرئيس الحرس الثوري الجديد اسماعيل قائاني
خامسا: كما قال القائد السيد قائاني، سننتقم بشجاعة، فالدول التي تقاتل بيد فارغة، عدواً يمتلك أكثر الأسلحة تطوراً في العالم، سيكون لهم موقف بطولي لا محالة. ليس هنالك ما أهو أشجع من أن تقاوم العدو بهذه الإمكانات المحدودة.
سيضرب شباب الأمة الإسلامية أمريكا بضربات شجاعة، وستكون هذه حربًا مستمرة ضدهم، والأمرلا يتعلق فقط بعملية عسكرية واحدة وعمليتين أو انتقام. النقطة الأساسية هي أن على أمريكا مغادرة المنطقة. وقد تم اتخاذ هذا القرار من قبل جميع قوى جبهة المقاومة ولن يكون هناك تغيير. ومما لا شك فيه أنه يتعين على الأمريكيين مغادرة المنطقة قريباً، لا نقول عاجلاً أم آجلاً لأن كلمة "آجلاً" خاطئة؛ يجب عليهم مغادرة المنطقة في وقت مبكر جداً.
المصدر: الوقت
LINK: https://www.ansarpress.com/english/13853
TAGS: