يعتبر احمد شاه مسعود احد ابطال افغانستان الوطنيين في العصر الحالي وهو من قدامى المجاهدين الذين استطاعوا تركيع الجيش السوفيتي كما انه حارب الارهاب والارهابيين الذين توافدوا الى افغانستان مثل تنظيم القاعدة بالاضافة الى متطرفي طالبان، فما هي مناقب هذه الشخصية الكبيرة؟ وما هو الأثر الذي تركه على مصير افغانستان؟
عاش احمد شاه مسعود الذي كان يقود تحالف الشمال في افغانستان وباقي المجاهدين الافغانيين اعواما عصيبة بسبب سيطرة طالبان على كابول وكانت السيطرة على خطوط القتال والمواجهة في شمال كابول تتنقل بين تحالف الشمال وطالبان لكن مع مرور الزمن والاقتراب من السنين الاخيرة للحرب بدأت الكفة تميل لصالح المجاهدين في تحالف الشمال وقد بدأت دول العالم تطلع على جرائم طالبان وتؤمن بأن هذه الجماعة هي جماعة ارهابية خطيرة على غرار القاعدة وقد توافد آلاف الشباب الافغانيين الى جبهات القتال ضد طالبان في السنين الاخيرة لعمر مسعود.
وشهد العام الاخير من عمر مسعود تعزيز علاقات المجاهدين الافغان مع معظم دول العالم وتوفرت امكانية حضور النشطاء السياسيين والصحافيين في شمال افغانستان وكانت جهود النشطاء السياسيين تصب على ايجاد حل لمشاكل افغانستان وقد حصلت كل هذه التطورات بعد الزيارة التي قام بها احمد شاه مسعود الى اوروبا والتي ساهمت في يقظة زعماء دول العالم واوصلت اليهم المعلومات الحقيقية عن الوضع في افغانستان.
وقد اصبح قادة دول العالم يدركون بأن طالبان والجماعات المسلحة الارهابية في افغانستان ليسوا فقط تهديدا لافغانستان بل تهديد للمنطقة والعالم وقد ابدت بعض الدول التي كانت تدعم هذه الجماعات في السابق ندمها من هذا الدعم.
ان الشهيد احمد شاه مسعود كان ينتمي الى المجتمع الافغاني وكان يدرك حقائق المجتمع ويشعر بآلام الشعب الافغاني وقد اصبح قائدا مميزا بين القادة الجهاديين الافغان وتميز بتواضعه وادراكه للقضايا السياسية والاستراتيجية والامنية وكان يعرف العدو جيدا وكان مبدعا في رسم الخطط الحربية في افغانستان وقد وثق الشعب الافغاني والمجاهدون في احمد شاه مسعود بسبب صبره وحلمه ومقاومته.
كان لهذا الشهيد الكبير نظرة استراتيجية ثاقبة وكان يدرك بسرعة عواقب اية حرب او مصير اية جماعة واصبح قادرا على اتخاذ القرار بشأن اكبر القضايا بأقل المعلومات المتوفرة وكان يعتقد ان حكومة الوحدة الوطنية ستتشكل في افغانستان عبر صناديق الاقتراع وان الشعب سيتمتع بحق الانتخاب والاختيار وان الحرب ستنتهي وان الشعب الافغاني سيبدأ حياة مفعمة بالرفاهية والاستقرار تحت رعاية حكومة شعبية وهذا كان اكبر حلم لمسعود لكن مساعي هذا الشهيد لم ترق للاعداء الذين قرروا تصفيته.
ان اجهزة المخابرات الاقليمية وتنظيم القاعدة كانوا يرون في مسعود عقبة كبيرة امام تنفيذ مخططاتهم الهادفة الى احتلال افغانستان بالكامل وجعلها قاعدة للارهاب ومنطلقا لزعزعة امن دول الجوار وكان مسعود سدا منيعا امام هذا المخطط ولذلك خطط تنظيم القاعدة الارهابي لاغتيال مسعود خدمة لجماعة طالبان التي كانت تريد اقامة امارتها على كامل التراب الافغاني.
وجود أحمد شاه مسعود بين ابناء شعبه كان يحرض الافغانيين على الجهاد وهذا ما لم يرق للارهابيين لكن مشاعر واحاسيس الشعب الافغاني لم تتغير باستشهاد مسعود وان استشهاده كان له وقع اكبر من حياته على الارهابيين والدول الداعمة للقاعدة وطالبان الذين تلقوا ضربات موجعة، وقد انتقم دم مسعود لكل شهداء افغانستان وتم اقتياد الارهابيين بعد استشهاد مسعود الى السجون واصبحت هناك صحوة عالمية ضد الارهاب.
ان احداث 11 سبتمبر قد ايقظت العالم وبدأت المواجهة العالمية مع الارهابيين بسبب دم الشهيد احمد شاه مسعود ولو بقي مسعود حيا لما كانت هناك حاجة لاحتلال افغانستان من قبل الدول الاجنبية وكان الافغان يستطيعون ايجاد تعبئة وطنية وتشكيل حكومة وحدة وتحسين اوضاع بلادهم.
كان الشهيد احمد شاه مسعود يمتلك حلولا ومخططات للقضاء بشكل كامل على طالبان والقاعدة في وقت قريب لكن القدر لم يسمح له بذلك وقد تغير مصير الافغانيين بعد استشهاد بطلهم القومي.
URL تعقيب: https://www.ansarpress.com/arabic/8509
الكلمات: