أعربت شبكة "سی أن أن" الأمریكیة عن اعتقادها بأن تهدیدات الرئیس الأمریكی "دونالد ترامب" ضد كوریا الشمالیة تعتبر من أشد التهدیدات التی یطلقها رئیس أمریكی ضد دولة أخرى خلال العقود الأخیرة.
وكان ترامب قد توعّد كوریا الشمالیة "بالنار والغضب" على خلفیة تطویر ترسانتها النوویة وبرنامجها الصاروخی، وذلك بعد ساعات على نشر الصحافة الأمریكیة تقاریر عن نجاح بیونغ یانغ فی امتلاك رؤوس نوویّة صغیرة.
وأضاف ترامب من نادی الغولف فی بدمنستر بولایة نیو جیرسی حیث یقضی عطلته "سیكون من الأفضل لكوریا الشمالیة ألا تطلق مزیداً من التهدیدات ضد بلاده، قائلاً "أنهم سیواجهون بالنار والغضب بشكل لم یعرفه العالم سابقاً".
وردت بیونغ یانغ على تهدیدات ترامب قائلة إنها "تدرس بنوع من التأنی" إمكانیة ضرب جزیرة غوام الأمریكیة فی غرب المحیط الهادی بصواریخ بالستیة متوسطة المدى". وتؤوی جزیرة غوام قاعدة بحریة وقاعدة "أندرسون" الجویة التی تحتضن قاذفات استراتیجیة (B-52).
وقال متحدث باسم الجیش الكوری الشمالی إن بلاده ستشن "عملیة استباقیة" فی حال أظهرت واشنطن أی نوع من الاستفزاز.
وكانت بیونغ یانغ هددت واشنطن بأنها مستعدة لتلقینها "درساً قاسیاً" بقوتها النوویة الاستراتیجیة إذا ما اتخذت إجراء عسكریاً ضدها، وذلك وسط دعوات واشنطن وحلفائها لزیادة الضغط على بیونغ یانغ.
وكشفت صحیفة "واشنطن بوست" الأمریكیة الثلاثاء معلومات عن التقدم الذی حققته كوریا الشمالیة فی برنامجها النووی. ونقلت الصحیفة عن تقریر سری أنجزته وكالة الاستخبارات العسكریة الأمریكیة الشهر الماضی أن بیونغ یانغ نجحت فی تكییف حجم رؤوسها النوویة لتثبیتها على صواریخ عابرة للقارات، ما یمكنها من التهدید بشن هجوم نووی على أمریكا.
وقالت "واشنطن بوست" إن هناك مؤشرات تفید بأن كوریا الشمالیة صنعت قرابة 60 قنبلة برؤوس نوویة تتناسب مع حجم صواریخها العابرة للقارات.
وحتى وقت قریب كان الخبراء یقولون إن كوریا الشمالیة بحاجة من سنتین إلى ثلاث سنوات لتطویر صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووی، لكن هذه الحسابات تغیرت فجأة بعد أن أجرت بیونغ یانغ، الشهر الماضی اختبارین ناجحین لصاروخین بالستیین عابرین للقارات قادرین على بلوغ الأراضی الأمریكیة..
وهذا التقدم یسمح لبیونغ یانغ بأن تصبح قوة نوویة فعلیة قادرة على تحقیق الهدف المعلن لزعیمها كیم جونغ أونغ، وهو ضرب أهداف منتخبة فی مناطق مختلفة من أمریكا.
وتطرح تهدیدات بیونغ یانغ وتجاربها الصاروخیة المتتالیة خلال الأشهر الأخیرة مشكلة كبیرة للرئیس الأمریكی منذ وصوله إلى السلطة فی 20 ینایر/كانون الثانی 2017.
وفی واشنطن، ارتفعت عدة أصوات منددة بتصریحات ترامب، حیث انتقد عضو لجنة الشؤون الخارجیة فی مجلس النواب الدیموقراطی "إلیوت إنغل" ما أسماه "الخط الأحمر السخیف" الذی رسمه ترامب إزاء تهدیدات بیونغ یانغ. وقال "إن أمن أمریكا لا یقوم على قوة جیشها فحسب، بل كذلك على مصداقیة القائد الأعلى لقواتنا المسلحة، فی إشارة إلى ترامب، مندداً بأطباع الرئیس التی وصفها ب"النزقة".
كما شكك السیناتور الجمهوری "جون ماكین" فی رد ترامب فقال إن "القادة العظماء" لا یهددون أعداءهم إلا إذا كانوا جاهزین للتحرك مضیفا "لست واثقاً بأن الرئیس ترامب جاهز للتحرك".
وأضاف ماكین، إنه غیر موافق مع ترامب، "لأنك إذا وعدت بفعل شیء فعلیك أن تكون قادراً على الإیفاء بوعدك، لا أظن أن هذه مقاربة صحیحة لموضوع ولتحد من هذا القبیل".
من جانبه رأى الأمین العام السابق للحلف الأطلسی "أندرس فوغ راسموسن" أن تصریحات ترامب تهدف إلى إخافة بكین وبیونغ یانغ، لكن الخطوط الحمر التی تبقى حبراً على ورق تولد سوابق خطیرة".
وفی وقت سابق كشفت نتائج استطلاع أجرته شبكة "سی أن أن" أن 75 من الشعب الأمریكی لایثق بإدارة ترامب والمعلومات الصادرة عن البیت الأبیض، وأكد 30% من المستطلعین أنهم لا یثقون إطلاقاً بكل ما یصدر عن الرئیس، فیما یعتقد 55% من الأمریكیین أن رئیسهم انحدر بمنصب الرئاسة إلى مستوى متدنی جداً.
URL تعقيب: https://www.ansarpress.com/arabic/7945
الكلمات: